استمع للكتاب المقدس بكل لغات العالم

الكتاب المقدس المقروء

17‏/12‏/2010

تأجيل الحكم في قضية "نجع حمادي".. ما بين تأثيراته ومبرراته


* "ثروت بخيت": من الصعب تأجيل القضية مرة أخرى، فقط يمكن أن تؤجَّل للنطق بالحكم.
* "ملاك لوقا": منذ عام 1910 وحتى الآن، لم يوجد حكم واحد بارز وسريع ضد الجناة في القضايا التي كان الأقباط مجني عليهم فيها!!
* أحد شهود العيان: نفكر في وضع رايات سوداء على البيوت في ليلة عيد الميلاد في ذكرى شهداء مذبحة "نجع حمادي".
* "سامح"– أحد أقارب الشهيد "رفيق": أتمنى ألا يتم تأجيل القضية مرة أخرى، خاصة في ذكرى مرور عام على المذبحة.
تحقيق : مادلين نادر

يترقب جميع المصريين إصدار الحكم في قضية شهداء ليلة عيد الميلاد بـ"نجع حمادي"... وبعد انتظار طال لما يقرب من عام، نجد ردود فعل غاضبة بسبب التأجيل لأكثر من مرة في القضية؛ مما أصاب الكثيرين بتخوفات من وصول القضية لما وصلت إليه قضية "الكشح" من قبل، فظهرت مشاعر غاضبة خلال الأشهر الماضية تمثلت في الوقفات الاحتجاجية، كالتي حدثت في إبريل الماضي داخل الكاتدرئية بـ"العباسية"؛ اعتراضا على مماطلة القضاء في الحكم، والتأجيل المستمر للقضية، بالإضافة إلى ردود الفعل الغاضبة على العديد من المواقع الإليكترونية وشبكات التواصل الإجتماعى..

حاولت "الأقباط متحدون" الاقتراب من الواقع الحالي بـ"نجع حمادي" وكيف يستقبلون تأجيل الحكم في القضية لما يقرب من عام كامل؟ وما هو رأي المحامين المختصين بالدفاع عن الضحايا؟ وكيف يرى المفكرون الأقباط هذه القضية؟


تأجيل الحكم لتهدئة الأجواء!

في البداية، قال "سامح"- أحد أقارب الشهيد "رفيق رفعت" أحد شهداء "نجع حمادي": إنه كان من المفترَض أن يتم الحكم في القضية بصورة أسرع لأنها قضية أمن دولة. مشيرًا إلى أن كون القضية بها حساسيات كثيرة، جعلهم يتجهون إلى التأجيل حتى تهدأ الأجواء نسبيًا. موضحًا أن الجلسات الأولى كانت تؤجَّل بسبب خلافات بين المحامين وما شابه، وهي أسباب لم تكن تستحق كل هذه التأجيلات، إذا لم يكن هناك توجه بتأجيل الحكم في القضية على حد قوله.
وأوضح "سامح" أن القاضي الذي استلم القضية حاليًا، أكثر حسمًا وأنجز في القضية، حيث أنه من الجلسة الأولى تم التأجيل للمرافعة فقط لمحامو المتهمين. ولذا فهو يعتقد أنه من المفترض ألا تُوجَّل القضية، ويتم إصدار الحكم في الجلسة القادمة في 18 ديسمبر، أو يتم التأجيل فقط للنطق بالحكم.

وأكّد "سامح" أن الوضع داخل "نجع حمادي" هادئ نسبيًا، لأن الجميع ينتظر أن يتم إصدار الحكم العادل في القضية. متمنيًا ألا يتم تأجيلها مرة أخرى أو التأجيل للنطق بالحكم بعد العيد؛ حتى لا تصبح الأجواء أسوأ خاصةً في ذكرى مرور عام على هذه المذبحة.


الإحباط وفقدان الثقة

أما عن مشاعر أهالي "نجع حمادي" تجاه تأجيل القضية لأكثر من مرة، قال أحد شهود العيان للمذبحة: "إننا جميعًا في "نجع حمادي" محبطين، سواء مسيحيين أو مسلمين". مشيرًا إلى وجود شعور بعدم الألفة بين المسيحيين والمسلمين بعد هذه المذبحة، وهو الأمر الذي لم يعتادوا عليه. موضحًا حدوث نوع من فقدان الثقة في القضاء، وتفضيلهم الآن لحل مشاكلهم وديًا، بدلاً من الذهاب للمركز أو تقديم بلاغات، أو رفع قضايا.

وأكّد شاهد العيان إن هناك نوع من الحذر فيما يتعلق بالعيد والاحتفالات، مشيرًا إلى أن البعض قد طالبوا بألا تقيم الكنيسة قداس العيد، وفي صلوات كيهك التى تُقام كل عام بدير الأنبا "بضابا"، يتم إغلاق الدير بعد العاشرة مساءًا لبدء الصلاة. مضيفًا أن مجموعة كبيرة من الناس فكرت أن تضع رايات سوداء على البيوت ليلة عيد الميلاد في ذكرى شهداء المذبحة."


وعن تأجيل الحكم فى القضية لأكثر من مرة، قال شاهد العيان: "وقوع البلاء ولا انتظاره". موضحًا أن تأجيل الحكم يؤثر جدًا فيهم، ويجعل الحادث أمامهم دائمًا، كما يضياقهم جدًا شعورهم بعدم القصاص للضحايا الأبرياء.

وقال "ثروت بخيت عيسى"- محامي، وعضو فريق الدفاع عن المجني عليهم بقضية "نجع حمادي": "إن المشكلة الحقيقية التى أثارت غضب الناس هي أنهم كانوا يعتقدون أنه بمجرد الإمساك بالمتهمين سيتم إصدار الحكم من الجلسة الأولى". مشيرًا إلى مثل هذه القضايا يجب أن تستوفي عدة جوانب، خاصة وإنها قضية جنايات أمن دولة طوارئ، ولذا فإن تأجيل إصدار الحكم فيها كان له مبرراته. موضحًا أن في هذا النوع من القضايا لا توجد وسيلة لنقض الحكم كما يحدث في القضايا الجنائية العادية، لأن حكم المحكمة سيكون نهائيًا لأنه قضاء استثنائى. معتقدًا أن القضية أخذت خُطى معقولة، لكنها ليست سريعة. وتمنَّى أن يتم الفصل فيها سريعًا.


الدقة في الاجراءات
وأضاف "بخيت": إنه في مثل هذه القضايا الكبيرة، يجب أن تستوفَى كل عناصر الدفاع، وعادةً قضايا القتل لا يُفصل فيها قبل عامين أو ثلاثة، خاصة إذا كانت بهذه المواصفات والتشابكات. وإن كانت مذبحة نجع حمادي قضية رأى عام واغتيال للفرحة في يوم العيد، إلا أنه يجب أن تكون هناك دقة شديدة في الإجراءات. مؤكدًا في ذات الوقت ضرورة أن تسرع هيئة المحكمة بإصدار الحكم لانتزاع فتيل الفتنة، حيث أن أهالي الشهداء ينتظرون القصاص العادل لدم أبنائهم، كما ينتظره المجتمع بأسره.
 
وفيما يتعلق بإمكانية تأجيل القضية مرة أخرى، قال "بخيت": "أعتقد إنه من الصعب تأجيلها، وإذا تم ذلك فسوف يكون فقط للنطق بالحكم؛ لأن القضية مؤجَّلة فقط لسماع مرافعة محاميي المتهمين". مشيرًا إلى أنه تم تخصيص يوم السبت بالكامل لهذه القضية في المحكمة.

حاضر مستمد من الماضي

ومن جانبه، أكّد "ملاك لوقا"- الكاتب الصحفي والمفكِّر القبطي- أنهم فيما يتعلق بتأجيل إصدار الحكم في قضية "نجع حمادي"، أمام حاضر مستمَد من الماضي ولا يختلف كثيرًا عنه. موضحًا أنه منذ عام 1910 وحتى الآن، لم يوجد حكم واحد بارز وسريع ضد الجناة في القضايا التى كان الأقباط مجني عليهم فيها؛ نتيجة للتعصب ضدهم. مشيرًا إلى أنه في عام 1910 على سبيل المثال قُتل "بطرس غالي" بسبب نزعة طائفية يعلمها الجميع، ولم يحدث أي حكم رادع. وهو نفس ما حدث في حوادث القتل بـ"السويس" و"الزقازيق"، وحوادث القتل التي اُرتكبت ضد المسيحيين بـ"الكشح"، والتي تم تبرئة الجناة فيها!!!! ومذبحة دير المحرق في مارس 1994، ومذبحة "الإسكندرية" 1990.. مضيفًا أن هذه الحوادث غالبًا ما يخرج منها الجناة بالبراءة دون عقوبة تُذكر. وقال: التجربة أثبتت عدم وجود أحكام في مثل هذه القضايا في "مصر".

وأضاف "لوقا": إن قضية شهداء ليلة عيد الميلاد بـ"نجع حمادي" ليست الحادثة الأولى، حيث أن الأولى كانت عام 1997، التى قتل فيها الكثير من الأقباط منهم: "سمير لبيب يونان" و"تامر قديس" و"جاب الله لاوندي" و"وجيه عوض" و"ثروت عبده"، مشيرًا إلى أنه لم يتم إصدار حكم واضح أيضًا. مشيرًا إلى أن قضية "نجع حمادي" الأخيرة، كان يتم التأجيل فيها لأسباب واهية وحيثيات غير مبرَّرة- من وجهة نظره- وقال: أخشى أن يكون مصير الجناة "البراءة" مثلما حدث مع الجناة في "الكشح"!!!

خريطة نجع حمادى


View مدينة نجع حمادى in a larger map

الاتصال بنا

المدونة غير مسئوله عن المادة المنشورة
المسئولية تقع على مصدر الماده المنشورة